على الرغم من أن هناك اختلافا جوهريا يصل إلى حد التناقض والتصادم بين ادارة الدول وادارة الشركات، يرتبط هذا الاختلاف بالهدف الاستراتيجي لكل منهما، حيث تسعى ادارة الشركة الى تحقيق الربح المادي بصفة أساسية، ولتحقيق هذا الهدف عليها أن تمارس بكفاءة وظائف متعددة مثل الانتاج والتسويق والادارة المالية وادارة الموارد البشرية. بينما تسعى الدولة بصفة أساسية إلى توفير الظروف الملائمة وأسباب العيش الكريم لمواطنيها وضمان أمنهم ودعمهم في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، ولتحقيق هذه الأهداف تمارس وظائف متعددة قضائية وتشريعية وتنفيذية.
منذ نحو سنتين تقريباً أبرزت وسائل الإعلام نبأ تكريم طالب سعودي مبتعث شارك في فريق من المتطوعين بالجامعة التي يدرس بها في تأهيل سجناء أمريكيين ضمن الأنشطة التي تقوم بها الجامعة في مجال خدمة المجتمع،
وتلقى الفريق الذي يضم الطالب السعودي أوسمة من الرئيس الأمريكي أوباما!! وما يلفت الانتباه هنا ليس فقط تكريم الطالب السعودي أو تميزه وهو أمر معتاد ومتكرر لطلاب علم توافرت لهم البيئة المدعمة للابداع والتميز؛ لكن ما يستحق الاهتمام والدراسة هو الأنشطة التي تمارسها الجامعات الأجنبية لخدمة مجتمعاتها والأدوار المتنوعة والهامة التي تمارسها في هذا المجال،
منذ نحو 400 عام ويزيد قدم لنا الطبيب والصيدلي العربي الشيخ داود بن عمر الأنطاكي كتابه الشهير «تذكرة أولي الألباب» والذي اشتهر فيما بعد باسم «تذكرة داوود» وفيه قدم الشيخ الصيدلي حلولاً علاجية لأمراض عدة باستخدام أعشاب ومواد طبيعية وكان هذا الكتاب هو المرجع في طب الأعشاب والعطارة حتى يومنا هذا، وفي أجزائه الثلاثة عرض سبل العلاج باستخدام نحو ثلاثة آلاف نوع من أنواع النبات والأعشاب المختلفة..
القيمة التي قدمها هذا الكتاب وصاحبه هي تسهيل سبل التداوي والعلاج لكل الناس في زمان لم تتضح فيه معالم ومخرجات علوم الطب الحديث. اكتشف الناس مع تذكرة داوود أن كثيرا من الأوجاع والآلام يمكن شفاؤها بقليل أو مزيج من الأعشاب..
تمارس المؤسسات الدبلوماسية المتعددة أدواراً حيوية ومؤثرة في كل بقاع العالم، وتحديداً السفارات والمؤسسات الملحقة بها (قنصليات وملحقيات ثقافية) أصبحت تضطلع بدور هام في دعم العلاقات مع الشعوب والمجتمعات المختلفة،
وبالفعل أصبح من الواضح تماماً أن أداء تلك المؤسسات يعكس إلى حد كبير ثقافة الدول والمجتمعات التي تمثلها، ومن ثم تستطيع أن تُكون فكرة أو رؤية بشأن ثقافة واتجاهات الدولة التي تتجه إليها بزيارة واحدة للسفارة أو القنصلية التي تمثلها، عندما تزور سفارة الولايات المتحدة في أي دولة عربية مثلاً ستجد نظاما صارما وقيودا اجرائية تعكس على سبيل المثال التخوف والحذر من الزوار العرب والراغبين في السفر للولايات المتحدة
عندما ابتكرت احدى الشركات الأمريكية منتج التغريد (تويتر) عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت كان الهدف من المنتج أو الخدمة اتاحة الفرصة للتعبير عن الأفكار والمعلومات والخبرات الشخصية والآراء في عبارات وكلمات مختصرة للغاية لا تزيد مكوناتها على 140 حرفا.
لقي المنتج الجديد اقبالاً يفوق الوصف على شبكة الانترنت وخلال شهور معدودة كان الجميع يغرد في مواقع التغريد، وتسابق المغردون في تقديم أفضل ما لديهم والأكثر من هذا أن المنافسة احتدمت بين المغردين، وكل مغرد أصبح وأمسى يسعى لجذب أكبر عدد من المتابعين (لعشه) ويتفاخر بأن (عشه) يرتاده الآلاف بل والملايين من المغردين.
في المقال السابق تحدثنا عن مسؤولية الأستاذ الجامعي في بناء علاقة فعالة وايجابية مع الطالب، التمسنا له العذر ولم نعفه من التقصير، ونضيف إلى ذلك أن التدريس رسالة في المقام الأول، وفي كل المهن هناك فارق بين من يتعامل مع مهنته باعتبارها رسالة وبين من يعتبرها مصدرا للتكسب والارتزاق،
والفارق كبير وكبير جداً بين الاثنين، ومن ثم عندما يتعامل الأستاذ الجامعي مع مهنته باعتبارها رسالة سيتحدى كل الظروف المحيطة به وسيبذل أقصى ما في وسعه لمساعدة الطالب ودعمه.. وفي المقابل هناك فارق كبير وكبير جداً بين طالب يبحث فقط عن شهادة كمسوغ للتعيين والوجاهة الاجتماعية وبين طالب يبحث عن العلم والمعرفة،
أثيرت خلال الفترة الماضية قضية العلاقة بين الأستاذ والطالب في جامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية، الطابع الغالب على مناقشة القضية كان يشير بأصابع الاتهام الى الأستاذ والاتهام الأكبر يتعلق بعدم اهتمام الاستاذ باحتياجات ومتطلبات الطالب وعدم الاستماع له وتمكينه من عرض المشكلات التي تواجهه في الدراسة ومن ثم مساعدته في التغلب عليها.
عندما تفقد حبيبك… عندما تغيب شمسه… لا تحزن:
– لا تحزن لأن الله سبحانه وتعالى يبشرك بالخير الكثير (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشّر الصابرين) فأنت تتلقى البشرى في أمور دنياك من بشر مثلك فتفرح وتسعد وربما تخرج عن طبيعتك ووقارك فتقفز وترقص.. فما بالك عندما تأتيك البشرى من مالك الملك!.. والله الذي لا إله إلا هو لو استشعرت هذه الكلمة (وبشر الصابرين ) ووقر في قلبك الإيمان بقائلها، وتخيلت خيراً بالطبع لن تصل إلى حدوده ومنتهاه.. والله ستتقبل الابتلاء بصدر رحب وستتحول نار الفراق إلى برد وسلام يغشى قلبك وجوارحك.
بعثت القيادة السعودية رسالة قوية وذات معنى واضح ومحدد للجميع بإقرارها دخول المرأة السعودية في مجلس الشورى وبنسبة تمثل 20 % من اجمالي أعضاء المجلس. الرسالة مفادها أن المرأة السعودية في قلوبنا جميعاً وأنها تستحق أن تفتح لها أبواب المشاركة المجتمعية لتساهم بأفكارها وطموحاتها في بناء مجتمع متوازن. ثلاثون جوهرة تم اختيارها لتسطع تحت قبة الشورى، ومن بين الجواهر جوهرتنا نحن في جامعة الدمام، الدكتورة الجوهرة بوبشيت وكيل كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع بالجامعة. من يطالع السير الذاتية لعضوات مجلس الشورى الجدد يشعر بالفخر والاعتزاز لتفوقهن العلمي والمهني في تخصصات مختلفة ،
إذا بحثت وأتعبت نفسك في البحث عن بيئة تحفزك على تقديم أفضل ما لديك فلن تجد أهم وأعظم تأثيراً من البيئة التنافسية.. قال الله عز وجل «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون» وكل أوجه الخير والعطاء واضافة القيمة تتطلب وجود واعلاء قيم المنافسة. وإذا كانت المنافسة هي الوقود المحرك لطاقات وقدرات الأفراد فهي أيضا الوقود المحرك لطاقات وقدرات المؤسسات والناتج النهائي تطور مستمر يحصد ثماره المجتمع بأكمله…هنا دعوة أتوجه بها لقادتنا والمسئولين ودعوة أتقدم بها لكل المخلصين في مجتمعنا …
الأشياء التي تسعدك يمكن أيضاً أن تصيبك بالإحباط وخيبة الأمل إذا نظرت إليها بعين سلبية أو عين حسود!! هذا هو الدرس الكبير الذي نتعلمه من دراسة علمية حديثة عن المشاعر السلبية التي تسيطر على مستخدمي مواقع الفيس بوك، الدراسة قام بها باحثون بجامعات ألمانية، وتوصلت الى أن مشاعر الاحباط وعدم الرضا والحسد تسيطر على بعض المستخدمين لموقع الفيس بوك، والسبب هو الأخبار التي ينشرها أصدقاؤهم وتشير إلى نجاحاتهم وانجازاتهم المهنية والشخصية،
عندما يتولى المرء مسؤوليات موقع قيادي جديد تكتنفه في البداية مشاعر متباينة، فهو يسعد بفرصة جديدة لتحقيق انجازات ونجاحات جديدة، وهو يسعد أيضاً بثقة الآخرين وحسن ظنهم فيه، ومن ناحية أخرى فهو يتخوف من أمانة المسؤولية ويتخوف أكثر من الفشل في الوفاء بتوقعات الجميع، توقعات من ألقوا على كاهله مسؤولية القيادة وتوقعات من هو مكلف بقيادتهم، فما بالنا عندما يكون الموقع هو قيادة المنطقة الشرقية بالمملكة ، والتكليف من القيادة العليا للمملكة من خادم الحرمين الشريفين ، والمكلف هو سمو الأمير سعود بن نايف، خواطر عديدة تكتنف المرء ازاء مشهد التكليف الجديد، هي خواطر تشكلت في اطار من الشفافية والصراحة ونزعت منها الأهواء والعواطف والمجاملات التي تفسد ولا تصلح، تهدم ولا تبني، وفي هذه المرحلة الاستجابة لها والوقوع في براثنها يعني الفشل بكل ما تحمله الكلمة من معان، هذه الخواطر يمكن عرضها في النقاط التالية:
الطريق إلى قلوب أهل الشرقية يمر عبر بوابة الحلول الشاملة والجذرية لعديد من القضايا والاشكاليات التي باتت تؤرق الشرقية وأهلها، نجاح الأمير سعود في حلها أو حل معظمها سيكون كفيلاً بتسطير صفحات بيضاء وخالدة تضاف لصفحاته المشرفة، وهي كما يلي:
– قضية البطالة بين شباب الشرقية، تلك القضية التي يجب أن تأتي على قمة أولويات الأمير، هي قضية مؤثرة للغاية لأن تفاقمها وعدم ايجاد حلول فاعلة لها يعني مزيدا من المشكلات ومزيدا من المتاعب. الشرقية غنية بمواردها الصناعية والاقتصادية والزراعية والخدمية،
كثير منا يشعر بالضيق عندما ينتقده أحد ما أو يظهر له عيوبا في سلعته أو خدمته، فنحن بطبيعتنا نسعد بالمديح وكلمات الثناء ونستقبل بالضجر كلمات النقد والذم. أدرك المحترفون في عالم التسويق ومنذ زمن بعيد أن شكاوى العملاء هي هدايا قيمة تدخل على قلوبهم البهجة والسعادة لأنها في واقع الأمر فرص للتطوير وتغيير المسار، فالشكوى كما يعرفونها هي توقعات للعميل خابت وذهبت أدراج الرياح، ومن ثم يعبر العميل بشكواه عن خيبة أمله وفي ذات الوقت مازال عنده بصيص من الأمل في أن تحسن أوضاعك معه وتحقق له التوقعات الضائعة، وإذا لم يعبر لك العميل عن شكواه اعرف أنه أضمر في نفسه الذهاب بلا عودة،
لم يحظ مفهوم أو أسلوب بالاهتمام (المزيف والمشوه) في مؤسساتنا العربية خلال العشرين سنة الأخيرة مثل مفهوم الجودة، وخلال هذه السنوات أصبحت كلمة (الأيزو) هي الكلمة المستخدمة عن عمد لإثارة اهتمام الآخرين أو جذبهم أو بمعنى أدق خداعهم، وتحولت شهادة الأيزو من دليل للاعتماد والثقة إلى (برواز) معلق على الحائط يؤدي دوره المطلوب في عملية الجذب أو الخداع. عندما توصل الباحثون منذ سنوات طويلة الى أسس ومبادئ الجودة كان الهدف هو تحقق أعلى معدلات الاتقان في العمل وتخفيض العيوب وتقديم منتجات تشبع احتياجات المستهلكين وتبنت الشركات الكبيرة في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية هذه المبادئ لتعظم من قدراتها التنافسية، وانتقل الاهتمام بأنظمة الجودة من قطاع السلع إلى قطاع الخدمات ومن القطاع الخاص الى القطاع الحكومي ليتحدث العالم كله بلغته
بشكل مفاجئ ودون سابق انذار أو تحذير أو توجيه شهدت المناطق المختلفة في المملكة حملات تفتيش تستهدف اتخاذ اجراءات رادعة وصلت إلى الترحيل الفوري لكل عامل يثبت مخالفته لأنظمة الاقامة بالعمل الحر أو العمل بعيداً عن كفيله الرسمي. المشكلة التي تحولت الآن لأزمة حقيقة هي صناعة سعودية خالصة، فعلى مدار سنوات طويلة وتحت أنظارنا وبإشرافنا وبالتسهيلات التي قدمناها لكل الأطراف نمت أعداد العمالة المخالفة لتصل إلى أكثر من 2 مليون عامل مخالف.
إن لم أكن مبالغاً في التفاؤل أو مستغرقاً في الأحلام الوردية، فنحن كمجتمع (مؤسسات وأفراد) بدأنا ارهاصات مرحلة الفطام، فكما تتخذ الأم قراراً في وقت ما بتجفيف ينبوع الرضاعة الطبيعية لطفلها، فمجتمعنا الآن أيضاً وفي ظل معطيات معروفة للجميع بدأ يستشعر أنه مقبل على مرحلة تجفيف ينبوع الاعتماد على الغير في تلبية كثير من احتياجاته (لا يوجد مجتمع يلبي مواطنوه جميع احتياجاته)، الفوارق ليست كبيرة بين الحالتين، في الحالة الأولى يأتي القرار الذي لابد منه والذي تفرضه سنة الحياة وقوانينها حيث حتمية أن يبدأ الطفل في تناول غذاء مختلف (صلب) بمذاق مختلف لم يتعود عليه،
في الأسبوع الماضي نظم قسم نظم المعلومات الإدارية بكلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع بجامعة الدمام الملتقى الأول لمشاريع طالبات القسم، كان للملتقى هدف أساسي وصريح وهو تسويق طالبات وخريجات القسم للشركات والمؤسسات في سوق العمل، ولأن هذه المناسبات لا تحظى بالاهتمام الكافي ويحضرها عدد قليل من أصحاب القرار فكان لابد من استمرار عملية التسويق بكل الطرق المتاحة ومن بينها هذه المساحة على صفحات جريدة اليوم الموقرة.
تولى العديد من المناصب الرسمية لكن رئاسة شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي كانت هي غرة جبين هذه المناصب وتاجها، يقصون عنه حكايات وحكايات، لم يقصها هو فزهده يمنعه من الحديث عن نفسه واستعراض مواقفه ووقفاته ، ولكن مثل هؤلاء الكرام المكرمين يجدون دائماً من يتحدث عنهم وكيف لا يتحدثون عنهم وهم قيمة وقامة .. قدوة ومثال يحتذى. يحكون عنه أنهم شاهدوه على متن الطائرة لم يكن هناك على درجة رجال الأعمال ولم يكن جالساً على مقاعد الوزراء وكبار الشخصيات، وجدوه هادئا مستكينا زاهدا في مقاعد الدرجة السياحية…
عقدت جامعة الدمام خلال الأيام الماضية المؤتمر الدولي الثالث للجودة في التعليم فوق الثانوي، وكان الهدف الأساسي للمؤتمر هو التعرف على التجارب العالمية في مجال جودة التعليم العالي، وفي مثل هذه المناسبات تظهر فرص ثمينة للتدبر والتعلم، وهذا ما خرجت به في المؤتمر :
– في خلال سنوات قليلة قادمة سيكون لجامعة الدمام بمشيئة الله شأن عظيم بين الجامعات السعودية، فالمتتبع للاستراتيجيات والتوجهات التي يتم تفعيلها الآن في الجامعة بدعم مادي كبير من الدولة
في عالم تسويق الخدمات تشكل المعلومات رقماً صعباً وهاماً في اضافة قيمة حقيقية للخدمة المقدمة، فالمؤسسات الخدمية الخاصة والرسمية تصنع تميزها وتفردها بقدرتها على توفير المعلومات لعملائها في كافة مراحل حصول العميل على الخدمة، وتأتي قيمة المعلومات وأهميتها في كونها تنمي وعي ومعرفة مستهلك الخدمة باعتباره شريكا أساسيا في صناعة الخدمة كما أنها تحول دون حدوث ارتباك لدى العميل خاصة في الظروف الاستثنائية.
عندما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام (من غشنا فليس منا) فقد قصد أن يضع ويحدد حكماً قاطعاً بأن من يغش ليس ممن اهتدى بهدي الرسول، واقتدى بعلمه وهو ناقص الايمان، ولكن يبدو أن طلابنا في المدارس والجامعات غير مقتنعين بهذا الحكم ولا يستشعرون مدى خطورته ومن ثم فهم في قاعات الاختبارات يبذلون محاولات مستميتة للغش بل ويدعمون بعضهم بعضا بكل ما اوتوا من حيل ومناورات ، وهم في ذلك أصحاب طرق ومذاهب تتنوع ما بين التقليدي حيث الالتفاتات والهمسات وتوسيع حدقة العين حتى تتمكن من الوصول الصحيح والخاطف لأقرب الأوراق،
أجمل وأروع ما أسمعه وأشهده في هذه الأيام هو احتفالات بعض الأسر بنجاح وتفوق أبنائها وبناتها في الدراسة… وتأخذ هذه الاحتفالات أشكالاً متعددة تختلف باختلاف امكانيات الأسرة وثقافتها، فهناك من ينظم وليمة كبيرة يدعو فيها الأقارب والأصدقاء للاحتفال بنجاح وتفوق ابنه أو بنته، وهناك من ينشر في الصحف صوراً لأبنائه المتفوقين أو المتفوقات، وهناك من يعقد احتفالاً صغيرا أو رمزياً لهم وبهم، وهناك أيضاً من يفي بوعده لأبنائه المتفوقين بهدايا أو رحلات…الخ. هي حفلة تكون للاحتفال بحصاد عام كامل أو مرحلة زمنية معينة يذوق فيها المجد لذة الانجاز وطعم الفرح وحلاوة التفوق..
نشرت جريدة الرياض يوم الجمعة الماضي تقريراً صحفياً رائعاً يبدو أنه كتب بمداد من نبع انساني خالص ونشر في يوم تتنزل فيه الرحمات، التقرير كان عنوانه (ارحموا العمال تحت الشمس) تناول التقرير المدعم بالصور قضية تشغيل العمالة في شهور الصيف خاصة في فترة الظهيرة، وأشار التقرير الى بعض المؤسسات التي تعمل في مجال المقاولات والنظافة والأنشطة الميدانية والتي تخالف قرار وزارة العمل بحظر تشغيل العمالة في شهور الصيف في الفترة ما بين الساعة الثانية عشرة والثالثة عصراً،
هي كلمات صنعتها الحكمة وتجارب الحياة… كلمات تجبرك على التوقف والتأمل.. وهي أيضاً كلمات لو غصت في أعماقها وخرجت بخلاصتها وجوهرها ثم ترجمتها إلى أفعال تغيرت حياتك وحياة الكثيرين من حولك… عزيزي القارئ في نهار رمضان خواء معدتك فرصة لتغذية عقلك وفكرك دعنا نتناول معاً هذه الوجبة الدسمة من كلمات هي عصارة فكر العلماء ونتاج تجارب حياة المفكرين.. أعاننا الله على هضمها والانتفاع بها
يمكننا أن نسامح بسهولة الطفل الذي يخاف من الظلام أما مأساة الحياة الحقيقية فهي عندما يخشى الرجال الضوء.
جميعنا نتفق على أن المؤسسة الأكثر خطورة في أي مجتمع هي المؤسسة الاعلامية وأن الشعوب تتشكل اتجاهاتها وآراؤها ومواقفها بتأثير وممارسات الاعلام. والاعلام في عالمنا العربي مشكلته افتقاده للإبداع وتوظيفه في جميع الأحوال لتحقيق أغراض سياسية أكثر منها ثقافية أو اجتماعية، ومشكلته أيضاً تأثره في كثير من أفكاره ومخرجاته بالإعلام الأجنبي الذي لا يتواءم في أغلب الأحوال مع قيمنا وعاداتنا الاسلامية والعربية.. ولكن في ظل أزمة الاعلام تظهر نماذج وأفكار تستحق الاحترام والتقدير والتحفيز..
غادرنا رمضان شهر الرحمة والبركات وغادرت معه أجواء الطمأنينة والسكينة والهدوء، وأعقبه عيد مبارك وأيام سعيدة. سباق رهيب على مدار العام يستنزف طاقاتنا ومشاعرنا، ولا يخلو من مخاطر وتحديات وأفراح واحباطات، وبمجرد أن يهل علينا شهر رمضان الكريم حتى تأتينا فرصة عظيمة لنلتقط أنفاسنا، ونخرج بعيداً عن حلبة السباق ونترك وراءنا صراع المادة لنستقبل ونتجه إلى ساحة الروح، مشاعر جميلة تعترينا في هذا الشهر الكريم فنكون رحماء ببعضنا البعض عطوفين على بعضنا البعض متسامحين مع بعضنا البعض،
جميعنا نرى هذا المشهد كل يوم في الصباح وبعد الظهر.. طفل صغير لا يتعدى عمره 10 سنوات يتحرك بصعوبة بالغة وهو يحمل على ظهره حقيبة تكدست بالكتب والكراسات والدفاتر وغيرها من الأغراض، الطفل يسير منحنى الظهر يحاول جاهداً حتى يتصبب منه العرق أن يسرع بحمله ليلحق بمدرسته أو يصل إلى بيته.. يكبر هذا الطفل وقد انحنى ظهره وفي الغالب سيقع فريسة لأمراض العمود الفقري والعظام وهو على أعتاب مرحلة الصبا.. كل ذلك وفي مدرسته لا يحركون ساكناً.. لا يشفقون عليه.. لا يقدرون حقوقه ولا يحترمونها.. كل مدرس يطالبه بحمل الكتاب المقرر وكل مدرس يعاقبه أشد العقاب إذا نسى يوماً الكتاب أو الدفتر الخاص بمادته.
أستاذي الفاضل، كل عام وأنت بخير، كل عام وأنت أكثر قدرة على اثراء شخصيتي وفكري ومعرفتي، كل عام وأنا أكثر قدرة على اسعادك بسلوكي والتزامي وايجابيتي، كل عام وأنت وأنا أكثر قدرة على العمل والابداع واضافة قيمة حقيقية لمحراب العلم الذي يجمعنا سوياً. أستاذي الفاضل أثق في أنك تسعى لتقديم أفضل ما لديك ولذا اسمح لي أن أساعدك في تحقيق هدفك المتجدد، وأقدم بين يديك ما يضيف قيمة لما تقدمه لنا نحن طلابك. مع بداية عام دراسي جديد سأعبر بكل صراحة وشفافية عن توقعاتي وأثق أنك ستقدر هذا تماماً بل وستسعد به..
عزيزي الطالب.. أهديتني هدية غالية أسعدت قلبي وروحي برسالتك المغلفة بالحب والاهتمام والمضمنة بتوقعاتك التي ستشكل دليلاً رائعاً وقائداً بارعاً لكل ما سأقدمه لك ولزملائك في محراب العلم والمعرفة. والآن جاء دوري لأبعث لك برسالة تسعدك.. تبث في نفسك التفاؤل بأن القادم أفضل وأروع.. وتثبت في قلبك اليقين بأن أستاذك ومعلمك جدير بثقتك ومحبتك.