يبدو أن هذا الصيف سيكون شديد الحرارة والرطوبة على أصحاب العقارات، عقاراتهم بلا سكان ولا تكييف، أعداد كبيرة من الوافدين وذويهم من المتوقع مغادرتهم نهائياً المملكة مع انتهاء السنة الدراسية، وبقية ستظل لما بعد الحج..!
في عالم الأعمال لا حدود للتفكير ولا قيود على الابداع، دوام الحال في عالم الأعمال من المحال، لذا فهذا العالم يغلق أبوابه أمام الهواة وأمام فاقدي المرونة، والاحترافية عادة ما تظهر وتشير إلى أصحابها في أوقات الشدة، وأوقات الشدة مفيدة لأنها تصلب أعودانا وتقوي وحدتنا وتوحد إتجاهتنا، وفي أوقات الشدة أيضاً نكتشف أن فرصاً عظيمة فقدناها في أوقات الرخاء، وأننا لو كنا تصرفنا باحترافية وأدرنا بمهنية لخفت شوكة شدتنا،
قُضي الأمر الذي فيه تستفيان، ونحن نستفتي ونفتي في هذا الأمر منذ سنوات بعيدة، العمالة الأجنبية، هل تبقى أم ترحل؟ العمالة الأجنبية سترحل، هذا هو القرار الحاسم النهائي، سترحل العمالة الأجنبية وسيتبقى منها فقط مانحن بحاجة إليه، وحتى ما يتبقى منه سيصمد سنوات ثم يرحل، المؤسسات الحكومية لا تعاني من التوجه الجديد فمعظم المواقع فيها يشغلها سعوديين باستثناء قطاعان أساسيان مازال أمامهما سنوات ليخلوا من الوافدين، القطاع الصحي وقطاع التعليم العالي، وإن كنت أتوقع أن يظل فيهما تواجد غير سعودي بحكم ضورة الاستفادة من الخبرات في قطاعين يشكلان أهمية كبيرة في بناء المجتمعات.
يدرك القادة العظام أنهم يحققون النجاح من خلال أتباعهم، وأنهم وحتى ولو امتلكوا قدرات خارقة فلن يستطيعوا وحدهم أن يحققوا كل شئ، ويدركون أيضاً أنهم مُرشدون أكثر من كونهم مُنفذون، لذلك فالقائد العظيم في مكان العمل يبحث بعين فاحصة عن أصحاب سمات خاصة، أحد القادة العظام عندما سألوه عن سر نجاحه قال: “سر نجاحي هو أنني أُوظف من هم أفضل مني”..!
إذا أردنا أن نرتب الأمراض التي تعاني منها مؤسساتنا بحسب انتشار كل مرض وتأثيره وخطورته ستأتي الشللية على رأس القائمة، والقدر الأكبر من آلام الموظفين ومتاعبهم في بيئة العمل تأتي من باب الشللية، مجتمعاتنا العربية بصفة عامة تتغذى على التفاعلات الاجتماعية وتثمن صلات القرابة وتهوى الصحبة وترحب دائماً بالمصالح المتبادلة، وهذا ينعكس مباشرة على بيئة العمل في مؤسساتنا.
في تقرير يصعب تجاهله ويتعلق بآراء الرؤساء التنفيذيين للشركات السعودية عن التحديات التي تواجه الشركات السعودية والناتجة عن متغيرات اقليمية وعالمية تؤثر سلباً وايجاباً على مسيرة تلك الشركات وتحتم عليها البحث المستمر عن حلول فعالة وابتكارية لتحقيق أهدافها وتفعيل رؤيتها على الأرض. التقرير أعدته شركة KPMG الفوزان السعودية واستندت فيه على آراء عينة من الرؤساء التنفيذيين لشركات سعودية تسطع كالنجوم في سماء المملكة، نعرض هنا أبرز ما جاء في التقرير مع محاولة متواضعة للإضافة.
المقارنة بين الوظيفة والعمل الحر سهلة وواضحة، كل ما يعيب الوظيفة هو ذاته الذي يميز العمل الحر، الاستقلالية هي أكبر وأهم مزايا العمل الحر، والاستقلالية جذابة ومغرية لكل من لا تتوافق شخصيته وقيمه مع الوظيفة والروتين والاستبداد. إذا كنت من هواة تلقي الأوامر أو تنتظر دائماً التوجيه من الآخرين أو تستسلم للمستبدين فلن تجذبك الاستقلالية إليها، في حياتك تصرفات كثيرة ستخبرك بأنك انسان مستقل أو تابع، إذا اخترت العمل الحر فأنت مسؤول عن نفسك مسؤولية كاملة وإذا كنت من هؤلاء الناس المغرمين بالقاء مسؤولياتهم على الآخرين فعليك أن تستعيذ من شيطان رجيم يوسوس إليك بالعمل الحر.
في الماضي لم نكن نحلم بإن تمسك أيدينا بجهاز هاتف يمكننا من التواصل مع الآخرين في كل لحظة وبكل مكان، الهاتف كان مثبت بأسلاك في بيوتنا أو على مكاتبنا وإذا احتجنا له علينا أن نجلس بجانبه..! في الوقت الحاضر التكنولوجيا حولت أحلامنا إلى واقع، جاء الجوال ليغير حياتنا كلها، أصبح هو صديقنا الوفي والمزعج أيضاً، ورغم أن كثيرين قبلوا بوجود جهاز يستنزف أوقاتهم ويزعجهم بتواصل لا ينقطع إلا أن البعض استطاع أن يجبر الجوال على أن يعمل لصالحه ويحقق أهدافه قبل أن يحقق اهداف شركات التكنولوجيا والاتصالات.
قد تكون الثلاثة شهور الأولى على مقعد المدير هي الأصعب على الاطلاق، وتتضاعف الصعوبة مع مدير يزاول العمل الاداري لأول مرة، الشعور بمسئولية المكان والرغبة في تحقيق نجاح والخوف من الفشل وفقدان الخبرة كلها تجعل هذه الفترة حساسة وخطيرة في نفس الوقت. اتصل علي زميل يبشرني بتقلده لمنصب في منظمته ويطلب بعض التوجيهات فوعدته بكتابة روشته بسيطة لعلها تساعده في مهمته الجديدة.
دائماً البناء صعب ومرهق ويستغرق سنوات طويلة بينما الهدم سهل ومريح وقد لا يستغرق أكثر من عدة أسابيع أو عدة شهور..!. البناء عمل وجهد بينما الهدم تخريب وبأقل جهد، مؤسسات كثيرة في عالمنا استغرق بناؤها سنوات طويلة وجاء آخرون يهدمونها بدم بارد، ومؤسسات تركها القائمون عليها كالبيوت الخربة ليأتي بعدهم متخصصون في البناء ويحولوها إلى قصور فاخرة، الصراع بين أصحاب البناء والمغرمون بالهدم لا يتوقف، (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)، صراع شرس ومستمر بين فاسدين ومصلحين، حتى وإن انتصر أهل الفساد والهدم فهو انتصار مؤقت لن يستمر طويلاً.
إذا كنت في موقع المسؤولية وقررت أن تبني أو أنك لا تعرف سوى البناء فكل ما عليك أن تسير وبخطوات واثقة في عكس الاتجاه الذي تسير فيه خطوات الهدم، وإذا كان بالضد تعرف الأشياء فيمكننا أن نعرف قيمة البناء وأعمدته عندما نعرف أدوات الهدم وأثرها..!
نحن بشر، نحب ونكره، نألف وننفر، وحتى إذا لم نحب أو نكره فالمصالح كفيلة بأن تجمعنا أو تفرقنا. يتجسد هذا المعنى في بيئة العمل، كل الموظفين يحبون ويكرهون، وهناك دائماً علاقات غير رسمية تنشأ في بيئة العمل فتجمع بين أفراد أو تفرقهم. فالحب والكره عاطفة يمكن أن تنشأ في أي مكان وروج تعيش في كل مجتمع..!
المدير مثل غيره يحب أو يكره، لن يبخسه أحد هذا الحق، هو انسان أولاً وأخيراً، لكنه الانسان الأكثر تأثيراً في المكان، وهو أيضاً الانسان الذي ستنعكس علاقاته وتفاعلاته على كل جوانب العمل، مسؤولية جسيمة يتحملها المدير تجبره على ضبط علاقته وادارتها بحكمة ووعي وموضوعية، أما أن يترك المدير مشاعره وعلاقاته بلا رابط فهذا يعني عملاً بلا رابط ومؤسسة بلا رابط، الرابط الوحيد هنا هو أهواء المدير وعواطفه..!
إذا كنت مدير شركة أو على رأس قسم الموارد البشرية أو في رتبة تخولك أن تتخذ قرارات متعلقة بالتوظيف داخل المنظمة وقمت بتوظيف أحد أقاربك أو معارفك أو أصدقائك أو أي شخص عن طريق الواسطة ففكّر مرة واثنتين في مدى الضرر الذي ستحدثه هذه الخطوة وفيما سيترتب على ذلك من آثار وسلبيات خصوصا إذا كنت تضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب فيما يُتوقّع منك أن تحافظ على أداء الموظفين عاليا في المنظمة وعلى إنتاجيتهم، وأن تظل في عين العمال جديرًا بالثقة والاحترام..
الشركات يصنفونها إلى ثلاثة، شركات ترفض التغيير وشركات تنقاد للتغيير وشركات تصنع التغيير، الأولى علينا أن نفر منها فرار المجذوم من الأسد، الثانية لن تفيدنا كثيراً، أما الثالثة فهي دائماً وجهة الباحثين عن التميز في عالم لا يحترم إلا الكبار، لكن نخطئ عندما نظن أن الأرض مفروشة دائماً بالورود في طريق الكبار أو أن العالم سيرحب دائماً بكل ما تقدمه دون اعتراض أو نقاش، بالعكس فالتحديات أمام تلك الشركات لا تتوقف وكثيرون يقفون لها بالمرصاد ينتظرون سقوطها ليجهزوا عليها ولا تقوم لها بعد ذلك قائمة،
يقول جيمس جويس إن “الأخطاء هي بوابات الاكتشاف”، إذ بعد كل خطأ نكتشف أننا يجب أن نسلك طريقا آخر مختلفًا لنصل إلى النجاح، إديسون على سبيل المثال يؤكد أنه لم يخطئ 1000 مرة عندما كان يحاول اختراع المصباح ولكنه اكتشف 1000 طريقة لا تؤدي إلى اختراع المصباح. إن الأخطاء تساعدنا على إعادة ترتيب أوراقنا والمضيّ قدُمًا من جديد بطريقة أكثر إبداعا وذكاء.
الوقوع في الأخطاء الإدارية أمرٌ وارد في أي مؤسسة خصوصا عند استلام مهمة حسّاسة أو منصب جديد، وبالرغم من أن الوقوع في الأخطاء يعدّ فرصة جديدة ومثالية للتعلم والنجاح إلا أنه من الذكاء والحكمة أن يتفادى المدراء الجدد الوقوع في بعض الأخطاء التي قد تضرّ بمسارهم المهني الخاص وبمسار المؤسسة عمومًا لأن دقّة المدير ونجاحه هما مفتاح النجاح لأي منظمة، وكما يقولون فإن الذكي هو من يتعلّم من أخطائه لكن العبقري هو الذي يتعلّم من أخطاء الآخرين، في هذا المقال سنقوم برصد بعض الأخطاء الأكثر شيوعا التي يرتكبها بعض المدراء وقادة الأعمال الجدد في منظماتهم لمساعدة غيرهم على تجنّبها.
القيم من اسمها هي الأشياء الراقية وذات القيمة، وهي المعايير التي تتحدد بناءاً عليها اتجاهاتنا وتتشكل سلوكياتنا، فالانسان الذي يحمل من القيم المادية أكثر بكثير مما يحمل من القيم الروحانية يتشكل لديه اتجاه مادي بحت، مشاهداته وأحكامه وتفضيلاته تحددها المادة، وعلاقاته بالناس من حوله يحكمها المادة والمصالح الشخصية، أما من تغذى على القيم الروحانية فالمادة لاتعني له شيئاً فتقوده القيم الايمانية والروحانية في ساحة الحياة، ودائماً مطلوب التوزان بين المادة والروح. وحديث الرسول صلى الله عليه ويسلم يحسم القضية، جاء ثلاثة رهط بيوت أزواج النبي يسألون عن عبادته. “فلما أخبروا.. قالوا: وأين نحن من النبي الذي قد غفر له الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أحدهم: أما أنا فإني أصلي لله أبدا، وقال آخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني أخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني”. والقيم مكتسبة بمعنى أن البيئة المحيطة بالفرد هي التي تشكلها فيه، الأسرة والمجتمع والمنظومة الثقافية والاجتماعية هي التي تصنع شخصياتنا وقيمنا.
الكلمات والألفاظ كائن بسيط يمكن أن يصنع المغجزات ويمكن أن يدمر الانجازات..! الألفاظ بالفعل يمكن أن تكون مصدر للسعادة والفرح، سعاده لمن يتلفظ بها وسعاده لمن يتلقاها.
هناك كلمات تجمع وكلمات تفرق، كلمات تبني وأخرى مثل معاول الهدم، هناك كلمات تثير الحماس وكلمات تقتله، هناك كلمات تصنع الحب وأخرى ترسخ الكره، وهنا كلمات كبرت عليها مؤسسات وأخرى كانت سبباً في انهيارها، هناك كلمات كالنور وهناك كلمات كالقبور، هناك كلمات كالعطور.. وهناك كلمات كالصخور.. وأنت الرامي إما بالعطر أو بالصخر..!
غردت على تويتر فقلت نصاً وحرفاً “نحن بحاجة لفريق مُكون من خبراء الاقتصاد والتسويق وعلم النفس والاعلام ليعيدوا للسعوديين الايمان برؤية 2030 ويحبطوا المحاولات التي تشوه حقيقتها”، التغريدة لم تُولد من فراغ أو كانت محاولة متعمدة لتحميل الأمور فوق ما تستحق أو استعراض اكاديمي يعشق النظريات مثلما يعشق القهوة، بعد التغريدة بأسابيع قليلة خرجت شركة ماكنزي العالمية لتنفض يدها من رؤية وطن، بيان ماكينزي الذي يفرق بينها وبين الرؤية سبقه هجوم اعلامي متنوع على الشركة العالمية والعريقة في مجال الاستشارات الادارية والتي تعدت أنشطتها حدود الشركات لتصل إلى مكاتب الحكومات، وماكينزي مثلها مثل غيرها من الكيانات تخضع لاحتمالات النجاح أو الاخفاق، المهاجمون لديهم معلومات أو اجتهادات تفيد بأن ماكينزي صنعت رؤية 2030، وبعض التجارب الفاشلة أو صورة ذهنية سلبية لماكينزي في السنوات الأخيرة دفعتهم للتحذير من ماكينزي وأفعالها،
لكل واحد منا تصور واضح وكامل عن وظيفة أحلامه التي تشمل العمل في بيئة مناسبة براتب مرتفع مع العلاوات والتحفيزات وأن يؤدي المهام التي يحب القيام بها، وبالدرجة الأولى رفقة زملاء رائعين كل ذلك تحت إدارة وإشراف مدير مثالي ورائع، فمعظمنا يرغب في المقام الأول في أن يبني علاقات ودية مع زملائه ورؤسائه في العمل أو على الأقل بناء علاقات متوازنة ومرنة، تسمح له بأن يؤدي عمله بشكل أفضل وفي جو مريح، ولكن من غير المنطقي أن يعتقد الواحد منا أنه قد يحصل على وظيفة دون متاعب، قد تكون إحدى تلك المتاعب كثرة المهمات وضغوط العمل أو العمل مع فريق من الزملاء السيئين، أو من الممكن أن يكون الراتب غير مناسب لما يطمح إليه المرء ولكن ماذا أو كانت أكبر متاعبك هي أن تقع تحت إشراف مدير متغطرس ومتكبر؟
يقول المثل التركي “فنجان قهوة يحفظ الودّ أربعين سنة” بالتأكيد بالرغم من لذّة القهوة وفوائدها الصحية العظيمة إلا أن هذا المثل لا ينحصر على تلك الفوائد المادية فقط بل على فوائدها المعنوية فتشارُك فنجان قهوة مع الآخرين يفتح السبل لأحاديث حميمة تنتج عنها مشاعر وأفكار متنوعة ومفيدة لكل الأطراف وعلاقات طويلة الأمد، يعتقد الخبراء في السياق ذاته أن وجود علاقات جيدة يجعل مكان العمل أكثر متعة..
هل تفكر في أن ترفع أداء منظّمتك؟ لقد آن الأوان إذن لتبدأ في بناء علاقات قوية مع موظفيك،
دوام الحال من المحال، وحال الدنيا في تغير مستمر، المشكلة أننا دائماً لا نعطي بالاً أو نعمل حساباً لتغير ظروفنا وأحوالنا، ونتعامل مع واقعنا وكأنه يقف مكبلاً في مساحة محدودة وثابتة. وعندما يأتي التغيير نجد أنفسنا في موقف قد يوجهنا نحو التصرف بارتجالية وعشوائية. الشاغل الكبير الآن على الساحة في المملكة ودول الخليج يتعلق بترشيد التكاليف وذلك لمواجهة أزمة انخفاض اسعار البترول. وضح أن هناك توجيهات محددة للمؤسسات الحكومية في المملكة ودول الخليج بترشيد انفاقها حتى أن هناك من قال
مجلس الادارة هو حلقة الوصل ما بين أصحاب وملاك الشركة من ناحية وما بين الإدارة التنفيذية للشركة من ناحية أخرى، وهنا يبرز أهمية أن تكون هذه الحلقة قوية ومرنة في ذات الوقت. أفكار متعددة وثرية يقدمها لنا كتاب “مجالس الادارة التي تخلق القيمةCorporate Boards That Create Value ” والذي ترجمته في خلاصة مختصرة شركة متخصصة ومحترفة في هذا المجال. يبحث الكتاب في أفكار وتصورات تسهم في تطوير أداء مجالس الادارات. بداية نعرف أن لمجلس الادارة ثلاث صلاحيات أساسية هي صلاحية الإشراف حيث يُشرف مجلس الادارة على أداء المدير التنفيذي وهذه الصلاحيات تسمى (توجيهات).
ثلث أعضاء مجالس الادارة في الشركات الخليجية يشيرون إلى فاعلية تلك المجالس، والفاعلية هنا تعني تحقيق الأهداف المرجوة منها، هذا يعني أن الثلثين الأخرين يقرون بعدم فاعليتها. والحقيقة المؤكدة هي ارتباط أداء الشركات بأداء مجالس ادارتها، ومن ثم فإن ضعف أداء الشركات يُسال عنه مجلس الادارة قبل أن تُسأل عنه أية أطراف أخرى. الأمر هنا يتعلق بالقيادة والرأس التي يعلو الجسد. بداية يجب أن نتصارح بإن الكثيرين من قيادات وأعضاء مجالس الإدارة يفتقدون للثقافة والمهارات القيادية، ثقافتهم ومهاراتهم القيادية والإدارية كانت ملائمة مع الكيانات الصغيرة وفي ظروف مستقرة، لكن عندما تضخمت تلك الكيانات وتعدد وكثر أصحاب المصالح وتغيرت بيئات الأعمال على المستوي المحلي والاقليمي والعالمي ظهرت الثغرات في أداء مجالس الادارة. وإذا كانت مجالس الإدارة يتم انتخابها بواسطة الملاك بمختلف تصنيفاتهم فان الثغرات في أداء مجالس الادارة تبدأ في التشكل من مرحلة الاختيار،
مطلوب مدير يؤمن بأن الادارة علم وفن… يؤمن بأن النظريات وحدها لاتكفي والموهبة وحدها لا تسمن ولا تغني من جوع.. مطلوب مدير يعشق القراءة والاطلاع ويحترف نقل المكتوب إلى واقع مشهود.. مطلوب مدير يؤمن بأن مطابخ صناعة الذات تهمه مثلما يهمه مطبخ منزله.. مطلوب مدير يؤمن بأن نجاحه مرتبط بمن يديرهم وفشله يخرج من مكاتبهم.. مطلوب مدير يؤمن بأن من يديرهم بشراً يملكون أحلاماً وتحركهم مشاعر وأحاسيس؛ وليسو آلات تدور بضغطة زر من يده الكريمة…
إذا كان هناك العديد من الخصائص والسمات التي يجب أن تتوافر في ادارة أي مؤسسة فان النظرة بعيدة المدى يجب أن تاتي دائماً على قائمة هذه الخصائص والسمات. إذا مرضت الادارة بمرض قصر النظر ومحدودية الرؤية فهي تقود المؤسسة إلى الهلاك. المشكلة أن المكاسب السريعة وتحقق الأهداف المتواضعة يخدع الإدارة ويصور لها أنها تسير على الطريق الصحيح بينما هي تهرول نحو مربع النهاية.
في العصر الحالي إذا كان على المؤسسة أن تبحث عن كيفية تميزها وتفردها فعلى الأفراد أيضاً أن يسيروا في نفس الطريق. عليك أن تختار ما بين التميز أو الموت، والموت هنا يعني تراجعك في وقت يتقدم فيه الآخرون، وخسارتك في وقت يكسب فيه الآخرون، وخفوت نجمك في وقت تسطع فيه نجوم الآخرين. وسباق التميز كما يقولون ليس له خط نهاية، فهو يبدأ ولا ينتهي، ونقطة البداية فيه أن تقوم بتحديد هويتك، هويتك تعني من أنت؟ وماذا تقدم؟ وبماذا تتميز؟ الإجابة عن هذه الأسئلة يعني بناء علامتك التجارية،
القصة طويلة ومشهورة، نملة نشيطة ومجتهدة، دائماً تعمل بجد ونشاط ولا تضيع وقتها فيما لايفيد، كانت تحب عملها ولم تكن بحاجة إلى توجيهات أو تعليمات من مديرها الأسد، وكان الأسد معجباً بها غاية الإعجاب، في لحظة غباء فكر الأسد بطريقة لا يُقرها عقل ولا منطق،
إذا كان لكرسي المدير نقمات وضحت في المقال السابق، أيضاً لكرسي المدير نِعَم، النعمة الأولى أنك تمتلك الفرصة لإحداث التغيير الذي كان يصعب عليك أن تحققه وأنت موظف، أحلامك وطموحاتك وأنت موظف للمكان الذي تعمل فيه تستطيع أن تحققها وأنت على كرسي المدير. الذي كان يسيئك كموظف ويعكر عليك وعلى زملائك صفو العمل تستطيع وأنت مدير أن تجتثه من جذوره.
بعد سنوات من العمل الاداري مرت بحلوها ومرها، الآن أنا حر طليق بعيداً عن كرسي وبعيداً عن التزامات الادارة وأعبائها التي لا تنتهي. التجربة الادارية تجربة ثرية للغاية بإنجازاتها واخفاقاتها وأفراحها وأحزانها، تجربة تشكل جوانب هامة في شخصية الانسان…!
النجاح يسوق نفسه، عندما تحقق انجازات فأنت لست بحاجة للحديث عنها فالآخرون سيتكفلون بالأمر، هذا ما حدث مع د. توفيق الربيعة وزير الشعب كما لقبه المغردون، وأبرز ما قالوه عنه إن «بعض الوزراء يطبقون الأنظمة على الشعب، والربيعة يطبقها للشعب». كتبت عنه الصحف أنه نصير المستهلك وسنده. صورة الربيعة وهو ينتظر دوره في محل الحلاقة (بالطبع لم يلتقطها سيلفي) تشير إلى أننا أمام رجل متواضع نشيط متواصل وهي صفات ثلاث من امتلكها امتلك نواصي النجاح.
يا ليت كان انشل قلمي قبل أن أكتب هذا المقال (وتبقى ايدي بالطبع سليمة) فهو السبب بالطبع في أزمتي الحالية، لو كنت أدري أن المقال الذي كتبته والذي تم نشره هنا الأسبوع قبل الماضي بعنوان “أختي الموظفة هنا مكتب للعمل وليس مجلسا للحش” سيتسبب فيما تسبب لكنت قصفته بيدي وأسلت حبره على ضفاف مكتبي قبل أن يسيل دمي أنا ويتفرق بين القبائل.
يا لقلمي المخادع أذاقني عسلاً بكلمات وجدت صدى عند القراء وجعلتني وجهة لمديحهم وثنائهم حتى ظننت بنفسي الخير ووثقت بقلمي، وتصورت أن كل ما أكتبه أياً كان مضمونه سينزل برداً وسلاماً على الجميع، وثقت في قلمي وتيقنت أنه لن يخذلني فهو سبب سعادتي واعتزازي،