فتح الشيخ صالح كامل دون أن يقصد أبواب جهنم عندما أشار في إحدى الندوات إلى كسل وتقاعس الشباب السعودي في البحث عن فرص العمل، وأشار إلى أن الشباب يبحثون دائماً عن العمل المكتبي المريح، وأشار الشيخ إلى الدراسة التي نفذتها غرفة جدة عن سوق الخضار، أوضحت الدراسة أن الجاليات البنغالية والباكستانية تسيطر بشكل كبير على هذه السوق، وأن دخل بائع الخضار البنغالي أو الباكستاني يراوح بين 500 ريال وألف ريال في اليوم الواحد. لم يسلم الشيخ ولم يسلم معه رجال الأعمال من هجوم الشباب الرافض اتهامه بالتكاسل والتقاعس عن العمل،
أعترف بتحيزي الكامل لفرضية ثبتت صحتها علمياً وعملياً، مفادها بأن ثقافة الإنسان ”قيمه ومعتقداته وأفكاره”، هي المحرك الأساسي لسلوكه وتصرفاته، وأزعم بأن تلك الفرضية لم تستحوذ على الاهتمام الكافي من متخذ القرار وهو يسعى لحل مشكلات البطالة وتعثر خطى السعودة، وركز متخذ القرار بشكل واضح على آلية التشريع وسن القوانين، بينما أهمل البعد الثقافي والقيمي، وأصبح ظاهراً للعيان أن البطالة في المجتمع السعودي لا ترتبط بنقص المعروض من الوظائف بقدر ما ترتبط بعزوف الشباب السعودي عن العمل في كثير من المهن،
على الرغم من أن هناك اختلافا جوهريا يصل إلى حد التناقض والتصادم بين ادارة الدول وادارة الشركات، يرتبط هذا الاختلاف بالهدف الاستراتيجي لكل منهما، حيث تسعى ادارة الشركة الى تحقيق الربح المادي بصفة أساسية، ولتحقيق هذا الهدف عليها أن تمارس بكفاءة وظائف متعددة مثل الانتاج والتسويق والادارة المالية وادارة الموارد البشرية. بينما تسعى الدولة بصفة أساسية إلى توفير الظروف الملائمة وأسباب العيش الكريم لمواطنيها وضمان أمنهم ودعمهم في تحقيق أهدافهم وطموحاتهم، ولتحقيق هذه الأهداف تمارس وظائف متعددة قضائية وتشريعية وتنفيذية.
لم يحظ مفهوم أو أسلوب بالاهتمام (المزيف والمشوه) في مؤسساتنا العربية خلال العشرين سنة الأخيرة مثل مفهوم الجودة، وخلال هذه السنوات أصبحت كلمة (الأيزو) هي الكلمة المستخدمة عن عمد لإثارة اهتمام الآخرين أو جذبهم أو بمعنى أدق خداعهم، وتحولت شهادة الأيزو من دليل للاعتماد والثقة إلى (برواز) معلق على الحائط يؤدي دوره المطلوب في عملية الجذب أو الخداع. عندما توصل الباحثون منذ سنوات طويلة الى أسس ومبادئ الجودة كان الهدف هو تحقق أعلى معدلات الاتقان في العمل وتخفيض العيوب وتقديم منتجات تشبع احتياجات المستهلكين وتبنت الشركات الكبيرة في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية هذه المبادئ لتعظم من قدراتها التنافسية، وانتقل الاهتمام بأنظمة الجودة من قطاع السلع إلى قطاع الخدمات ومن القطاع الخاص الى القطاع الحكومي ليتحدث العالم كله بلغته
نشرت جريدة الرياض يوم الجمعة الماضي تقريراً صحفياً رائعاً يبدو أنه كتب بمداد من نبع انساني خالص ونشر في يوم تتنزل فيه الرحمات، التقرير كان عنوانه (ارحموا العمال تحت الشمس) تناول التقرير المدعم بالصور قضية تشغيل العمالة في شهور الصيف خاصة في فترة الظهيرة، وأشار التقرير الى بعض المؤسسات التي تعمل في مجال المقاولات والنظافة والأنشطة الميدانية والتي تخالف قرار وزارة العمل بحظر تشغيل العمالة في شهور الصيف في الفترة ما بين الساعة الثانية عشرة والثالثة عصراً،
حديث هذا المقال حركته زيارة سمو ولي العهد الأمير سلمان لدولة الصين، وهي زيارة نرجو أن تعود بالخير على المملكة وعلى مواطنيها. لن أتحدث في بداية هذا المقال عن حاضر الصين، ولكن سأبدأ بتوقعات وتنبؤات العالم (روبرت فوغل) أستاذ الاقتصاد في جامعة شيكاغو، والحاصل على جائزة نوبل للاقتصاد عام1993. تنبأ (فوغل) بأن إجمالي الناتج المحلي للصين، سيصل في العام 2040 إلى 123 تريليون دولار أمريكي، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف إجمالي الناتج المحلي الأمريكي المتوقع في ذلك الوقت، سيصل متوسط دخل الفرد الصيني إلى 85 ألف دولار أمريكي،
كلنا يعرف بكل تأكيد قصة مؤسس موقع (فيس بوك)، ذلك الفتى الذي سيطرت عليه فكرة البحث عن وسيلة إلكترونية لدعم التفاعل الاجتماعي بين الطلاب في جامعة هارفارد، ونعرف كيف واجه الفتى الصغير صعوبات مع جامعته بعد توصله لفكرة موقع التواصل الاجتماعي، وكيف تعرض مستقبله للخطر، وفي النهاية حقق الفتى حلمه ونحن الآن نستفيد من فكرته ولا نبارح صفحات الفيس بوك. يطلقون على مارك زوكربرج مؤسس الفيس بوك مصطلح (رائد أعمال)، ويجمعه هذا التوصيف مع آخرين بيل جيتس (مايكروسوفت)، ستيف جوبرز (آبل)، جيري يانج (ياهو)، مايكل ديل (ديل)، وغيرهم كثيرون.
مراكز التفكير Think Tanks أو بيوت الخبرة أو خلايا التفكير هي هيئات قومية غير ربحية يتم تشكيلها من خبراء ذوي معرفة متطورة وخبرات متميزة، يجتمعون بشكل مستمر أو حسب الحاجة بغرض بحث ودراسة قضايا معينة بمنهجية علمية ومن ثم الوصول إلى حلول فاعلة للقضايا والمشكلات المطروحة. أي فريق يتم تشكيله لدراسة موضوع معين أو إيجاد حلول لمشكلة قائمة يسمونه مركزا أو خلية تفكير. وبالطبع فان أعضاء المركز يتم انتقاؤهم بشكل موضوعي وبناء على معايير محددة ترتبط بإمكانياتهم المعرفية وخبراتهم الواقعية ودرجة انسجامهم، وكذلك تنوع تخصصاتهم إذا ما استلزم الأمر ذلك. هناك أكثر من 5000 مركز للتفكير في نحو 170 دولة في العالم بأسره، في الولايات المتحدة هناك 242 مركزا وفي المملكة المتحدة نحو 62 مركزا، وفي كوريا الجنوبية 23 مركزا، وفي الصين يوجد منها 22 مركزا، أما في إسرائيل فهناك 28 مركزا.
اكتملت في الفترة القريبة الماضية منظومة التشكيل الجديد للغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية، ما بين منتخبين ومعينين وإدارة تقودهم كفريق واحد نحو تطلعات وآمال يعقدها عليهم مجتمع بأكمله. هنا نتوجه بالتهنئة القلبية لكل من حاز على ثقة ناخبيه، وتبوأ مقعدا هو قطعاً تكليف لا تشريف. لا نرغب هنا في الحديث عن آليات الانتخاب في مجتمعنا والذي تمارس فيه القبيلة والمنطقة دوراً مؤثراً للغاية في تحديد اتجاهاته، هذا هو مجتمعنا (وهذا خشمنا ولو كان أعوج)، وهذه هي ثقافتنا وعلينا أن نتعامل معها كما هي، ولنفترض هنا أن الاختيار حتى ولو اكتنفته ووجهته النزعة القبلية إلا أننا اخترنا من نتوسم فيه الخير، ونتوقع منه أن يتخلص من قيود المصلحة الشخصية ويربط أفكاره واتجاهاته وممارساته نحو المصلحة العامة،
أبرزت جريدة (اليوم) نتائج الدراسة الاستطلاعية التي نفذتها وحدة استطلاعات الرأي بمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني التي تتعلق بواقع وتأثير الشائعات في المجتمع السعودي.
وقد أوضحت الدراسة أن نحو 82% من المشاركين في الدراسة يرون أن الشائعات تسهم في التأثير على الرأي العام في المجتمع السعودي، وأن 69% من المبحوثين يرون أن الشائعات منتشرة في المملكة.
والشائعة – كما يعرفها المختصون: “مجموعة من الإخبار الزائفة التي تنتشر في المجتمع بشكل سريع وتداولها بين العامة ظنا منهم على صحتها.
ودائماً ما تتسم موضوعات الشائعة بالإثارة والتشويق ولا تستند على مصادر موثوقة تؤكد صحتها. وتهدف الشائعات بشكل مباشر إلى التأثير على الروح المعنوية والبلبلة وزرع بذور الشك“.
يعد مجلس الإدارة المسؤول الأول والأخير أمام المساهمين عن مدى نجاح الشركة في تحقيق أهدافها التي تم إنشاؤها من أجلها، ولذا يوجد اتفاق بين خبراء الإدارة على أن نجاح وفاعلية أداء الشركة يعد انعكاسا طبيعيا لمدى كفاءة وأداء مجلس الإدارة ذاته. وفي الفترات الأخيرة سمعنا وقرأنا عن كثير من الشركات التي تعرضت للإفلاس أو للمشكلات المالية الحادة، والسبب في كثير من الأحيان كان قصور مجلس الإدارة في تأدية مسؤولياته والقيام بالدور المنوط به أو بسبب تجاوزات تمت من خلال بعض الأعضاء الذين يلجأون لبعض طرق الاحتيال من أجل الإثراء على حساب المساهمين،
ربما يتفق معي الكثيرون في أن أسوأ ما يمكن أن تواجهه وأنت تقود سيارتك نحو وجهة معينة داخل المدينة أن تفاجئك تلك اللافتة الكئيبة ذات الخطوط الحمراء ”طريق محلي مغلق”، تشعر بالضيق الشديد والإحباط وكأن باباً من أبواب الحياة قد سد في وجهك وليس مجرد طريق له بديل أو بدائل تصل بك إلى وجهتك، فالأمر قد يتعلق بتعودك السير في هذا الطريق حتى إنك تحرك عجلة القيادة بتلقائية دون تفكير وأنت تتجه لهذا الطريق .. بالتالي ما أصعب التخلص من العادة أو تغييرها.. أو ربما يختصر لك هذا الطريق الوقت لتصل إلى وجهتك في الوقت المناسب.. وربما يتولد الشعور بالضيق والإحباط لأنك قطعت مسافات واجتزت طرقا حتى تصل إلى هذا الطريق، ومن ثم عليك أن تعيد الكرة من جديد لتصل إلى مبتغاك. في جميع الأحوال تسير الأمور في اتجاه آخر بعيداً عن تخطيطك وحساباتك.
كل الشواهد تؤكد أن الواقع الحالي لمراكز التدريب الإداري في حاجة إلى وقفة ومراجعة متعمقة، الموقف المالي لتلك المراكز في تراجع مستمر وانخفاض الإيرادات تسبب في خروج كثير من المراكز من السوق حتى وإن كانت قائمة على الورق .. تضافر عديد من العوامل التي أسهمت في وصول مراكز التدريب الإداري إلى هذه الحالة البائسة، عوامل خارجة عن إرادة تلك المراكز، وعوامل أخرى من صنيعها الخالص.
”الآن عليك أن تنسى ما تعلمته في الجامعة” ربما تكون هذه الجملة هي أول وأكبر مشكلة نفسية تواجه خريج الجامعة في يوم مولده كموظف، هذه الجملة المكونة من كلمات بسيطة لكنها تختزل في طياتها مأساة إنسانية ومجتمعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فمن يردد هذه العبارة على مسامع الآخرين في مؤسسة أو شركة أو جهة لا يدرك أنه كمن يمسك بمطرقة من حديد ويهوي بها على رؤوس الآخرين، أو كمن يطفئ شموع الأمل والتفاؤل في قلوبهم،
يقول أينشتين عالم الفيزياء: “إنّ التخيّل أهم من المعرفة؛ لأنّ المعرفة محدودة، أمّا التخيّل فيمكن أنْ يشمل العالم بأكمله“.
التخيّل هو البداية الشرعية للإبداع، والإبداع كلمة تحمل معاني جميلة ومثيرة، عندما نذكر الإبداع فنحن نتحدث عن الخروج عن المألوف، رفض السير في فلك التقليد، فكّ القيود.
أنْ يبدع المرء يعني أنّه لا يعترف بالمستحيل ويسعى في البحث عن الجديد؛ يعني أنّه يرفض الانسياق خلف المعقول، والمنطق والبديهي، والطبيعي. أنْ يبدع المرء يعني أنّه يتيقّن أنّ سعادته في تمكّنه من صناعة واقع جديد، وكما يبدع الفرد تبدع المؤسسة، وأنْ تبدع المؤسسة فهذا يعني أنّ جميع أو معظم العاملين فيها في كافة المستويات يدركون أنّ قيادة التغيير أعظم بكثير من الانقياد إليه.
في عصرنا الحديث تعددت مناهج الإدارة وفلسفاتها، الكلّ يسعى إلى فك طلاسم الإدارة، وكأنّ الإدارة هي صندوق أسود ينبغي البحث عنه لمعرفة أسرار اللعبة. هناك من راهن على الإدارة بالأهداف، وهناك من تحدّث عن مناهج إداريّة أخرى مثل الإدارة القياديّة أو الإدارة الموقفيّة، ولكن حتى الآن ما زال منهج الإدارة بالحبّ يتم التعامل معه باعتباره منطقةً شائكةً، الدخول فيها والعمل من خلالها أمر محفوف بالمخاطر. هناك من يرى أنّه منهج يفتقد الواقعيّة، وهناك من يرى أيضاً أنّ الإدارة بالحبّ قد تفقد الإدارة هيبتها وقدرتها على السيطرة، ومن ثَمّ فالكثيرون يؤيدون منهج الإدارة بالحزم، ويعتقدون أنّه المنهج الملائم في بيئتنا العربيّة على وجه الخصوص. ولكن إذا كنّا نجرّب العديد من المناهج، ونتبنى العديد من الفلسفات، لماذا لا نجرّب منهج الإدارة بالحبّ؟ لماذا لا ندرك المعنى الحقيقي للإدارة بالحبّ؟ دعونا نتأمل قليلاً في معنى الحبّ. الحبّ يعني وجود ما يوافق ميول الإنسان وعاطفته، أي: أنْ يشعر الإنسان براحة نفسيّة تجاه شخص أو مكان أو شيء معيّن، وأنْ يحرص الإنسان على استمراريّة وتطور العلاقة مع الشخص أو المكان أو الشيء الذي يحبّه. وأنْ يحرص الإنسان على تنفيذ ما يُشْعِر الطرف الآخر بالسعادة. الإدارة بالحبّ تعني في أعظم معانيها أنْ يبتكر المدير علاقة حبّ متبادلة بينه وبين موظّفيه، ومن خلال تثبيت هذه العلاقة يستطيع هذا المدير أنْ يدفع موظّفيه نحو تحقيق الأهداف التي يرغب في تحقيقها. الأمر يتعلق بتوفير المناخ الملائم الذي يشعر الموظّف بأنّه يرتبط بعاطفة حبّ قويّة مع عمله الذي يمارسه، ومع مديره، ومع مؤسسته. ستنشأ عاطفة الحبّ بين الموظّف ومديره، عندما يشعر بأنّ في شخصيّة المدير ما يدفعه إلى ذلك. ليس مطلوباً من المدير أنْ يقابل موظّفيه دائماً بوجه بشوش إذا أصابوا أو أخطأوا. وليس مطلوباً منه أنْ يبدي تعاطفه تجاه موظّفيه في كلّ المواقف. ولكن المطلوب أنّ يملك المدير ما يستطيع أنْ يؤثر به في موظّفيه. مطلوب منه أنْ يكون قدوة تحتذى. الإدارة بالحبّ تعني أيضاً الحرص على وضْع الموظف المناسب في المكان المناسب، فمن المهم جداً أن يؤدي الموظّف العمل الذي يحبه، فحبّ الموظّف لعمله يجعله تلقائياً يشعر بالتوافق مع نفسه، ومن ثَمّ توافقه مع الآخرين. الإدارة بالحبّ تعني أنْ يظهر المدير لمرؤوسه بأنّه يساعده ويحفزه على تنمية ذاته ومهاراته في العمل ليس لأنّ العمل يتطلب ذلك، ولكن لوجود رغبة في مساعدة الآخرين على تحقيق النجاح. الإدارة بالحبّ تعنى مساعدة الموظّف على اكتساب ثقته بنفسه، وتهيئته نفسياً ومادياً على تقديم أفضل ما عنده، الإدارة بالحبّ تعني أنْ يشعر الموظّف بالأمان الوظيفي، والشعور بالأمان الوظيفي لا يعني أنْ يعمل الموظّف بقناعة أنّه باقٍ في المؤسسة بصرف النظر عن عطائه ومدى تقدّمه في عمله، ولكنّه يعني أنْ يشعر الموظّف بأنه أحد الأعمدة الأساسية في المؤسسة، وأنّ عليه أنْ يعطي ما يسهم في تقدّم المؤسسة وتطورها، وعندما يعطي سيحصل على ما يتناسب مع حجم عطائه. الإدارة بالحبّ تعني أنْ يشعر جميع من في المؤسسة بأنّهم فريق واحد تجمعهم غاية واحدة، ويسيرون في الطريق نفسه. الإدارة بالحبّ تعني تجنّب التركيز على تصيّد أخطاء الآخرين، والتركيز على تصحيح الانحرافات بما يقود إلى السير في الاتجاه المرسوم. الإدارة بالحبّ تعني أنْ يشعر الموظّف بأنّه يتقدّم مع تقدّم المؤسسة، وأنّ المجال متاح أمامه دائماً لتحقيق ذاته طالما أنّه يعمل لتحقيق ذلك. وإذا كان الحب هو أكسير الحياة وروح الوجود، وهو كلمة السر في بقاء وتماسك الأسرة والمجتمع، فهل يعجز عن إصلاح واقع شركتنا وطبيعة علاقتنا المهنية والوظيفية؟!!
تشير الدراسات العلمية الى أن 90 % من الشركات المسجلة في المملكة العربية السعودية تمتلكها عائلات ( شركات عائلية)وتستوعب هذه الشركات نسبة 80 % من القوى العاملة وتصل أصولها الى 500 مليار ريال.كما تشير ذات الدراسات الى أن 85 % من الشركات العائلية بالمملكة العربية السعودية تواجه خظر الانقراض مع الجيل الثالث المسؤول عن ادارة تلك الشركات وذلك لأسباب تتعلق بغياب الأسس التنظيمية والقانونية والمالية..يجتهد المؤسسون الأوائل في تنمية هذه الشركات وتطويرها وتوسيع مجالات عملها ويتحقق لهم مرادهم… ولكن كالعادة ما يبنيه الكبار بعرقهم ودمائهم وقيمهم يهدمه الصغار بطمعهم واهمالهم
الحديث لا يتوقف عن العلاقة بين السياسة والأعمال (بيزنس) والحديث يتعلق دائماً بالعلاقة التبادلية والتفاعلية بين الاثنين، السياسة تملك قوة السلطة، والأعمال تملك قوة المال. عندما تكون السياسة والسلطة في قمة قوتها وتوجهها تستطيع أن تحكم السيطرة على سير الأنشطة التجارية والاقتصادية وتوجهها نحو تحقيق مصالحها الخاصة أو مصالح المجتمع أو الاثنين معاً، وعندما تضعف السلطة يزداد تأثير المال ليصبح رجال الأعمال قوة تحرك السياسة. ولكن هناك اتجاه آخر يكشف أن الممارسات في ادراة الشركات والأعمال يحوي قدراً كبيراً من السياسة بقواعدها المختلفة،
ان بروز مفهوم المسؤولية الاجتماعية ومنذ وقت ليس بالقصير كان ومازال وسيظل امراً في غاية الأهمية والخطورة، أهميته وخطورته تتمثل في سعي هذا المفهوم لمواجهة طمع البشر وجشعهم، وسعيه أيضاً لترسيخ القيم الأخلاقية وتثبيت جذورها وفي ذات الوقت زعزعة القيم المادية التي ضربت بجذورها في أرض الإنسان وارض المؤسسة وأرض المجتمع. جاء هذا المفهوم ليقول لا للمصلحة والخاصة ونعم للمصلحة العامة، وجاء هذا المفهوم أيضاً ليقول نعم لكل فعل يفعله فرد أو جماعة أو منظمة يضيف منفعة وقيمة للمجتمع ويقول لا لكل فعل يفعله فرد أو منظمة أو جماعة يؤذي المجتمع أو يخالف مصالحه.
“كشفت دراسة للجنة القانونية للاستثمار بغرفة تجارة الرياض أن ثلثي رجال الأعمال يتجاوزون الأنظمة بالوساطة أو وسائل أخرى من بينها الرشوة لعدم مرونتها أو توافقها مع متطلباتهم” . هذا الخبر طالعتنا به جريدة عكاظ يوم الاثنين الموافق 21/7/1425 ، الخبر يثير الأسى والحسرة، لأن التحايل والرشوة أصبحتا هما الطريق الممهد لقضاء المصالح وإتمام الصفقات في دنيا الأعمال. إذا كانت النظم والإجراءات المطبقة في المؤسسات العامة تجبر رجال الأعمال على السير في الطرق الخلفية فهي كارثة بكل المقاييس، وإذا كانت هذه هي أخلاقيات معظم رجال الأعمال في بلدنا فتلك كارثة أكبر..!
أعلن الرجل لمن حوله أن هدفه فى العام القادم هو أن يكسب مليون ريال. قام هذا الرجل بابتكار منتج جديد فى مجال الرياضة البدنية، بذل مجهودات كبيرة فى سبيل تسويق هذا المنتج، وكان يستعين بأولاده فى سبيل تحقيق هدفه، هذا الوضع أثار غضب الأم فالأولاد بدأوا يهملون دراستهم بسبب انشغالهم مع أبيهم فى تسويق المنتج الذي سيحقق المليون ريال. بالفعل تحقق الهدف الذي ظن صاحبه أنه سيغير حياته إلى الأفضل، ولكن فشل أولاده فى الدراسة وأدمن اثنان منهما المخدرات، وخرج الثالث ولم يعد،
تترهل المؤسسات وتصاب بالسمنة مثلما يصاب بها البشر، والمؤسسة المترهلة تظهر معالمها في كثير من الصور، هيكل تنظيمي متضخم يشتمل على عدد كبير من الادارات والأقسام والوحدات والموظفين، اسراف ونفقات مرتفعة تقابلها انتاجية منخفضة، ثبات وبطء في النمو والتطور، تكاسل في تحقيق المهام والانجازات، توقفات متكررة لسير العمل لأسباب معلومة وغير معلومة، قصور واضح في تلبية احتياجات العملاء، كم كبير من الأوراق والمستندات والمعلومات تتناثر في كل مكان على المكاتب وعلى الأرفف وعلى الجدران. المؤسسة لا تولد مترهلة في الغالب ولكنها تصاب بهذا الداء بشكل تدريجي،
فى شركة دالتون جورجيا بينما كان المدير العام يمد يده ليفتح باب غرفة الاجتماعات مرة أخرى، تناهى إلى سمعه صوت رئيس قسم التخطيط: ” إنها كارثة بلا شك” فتسمر مكانه للحظة وسحب يده عن مقبض الباب حتى يستطيع أن يستجمع أفكاره، وبعد برهة من الوقت عاد ليرأس الاجتماع، الكارثة تتمثل فى أن مدير التسويق فى الشركة قدم استقالته بالأمس، واليوم تتفاوض مع شركة دالتكس وهم أكبر المنافسين لدالتون، المدير العام يشعر أنه فى مأزق، ولكنه يرى أن الشركة أبداً لن تتوقف على أحد، انه يكره الابتزاز ويحاول أن يتمالك أعصابه، الحوار بدأ يدور بين مدير الموارد البشرية ونائب المدير،
كثيرا ما يتحدث خبراء الإدارة الاستراتيجية عن ضرورة وجود رسالة لكل شركة تكون دستورا للشركة ومحددا لهويتها. رسالة الشركة حسب تعبيرهم هي عنوان وجود المنظمة وسبب بقاءها والغرض الذي ما أجله ولدت وخرجت للوجود. رسالة الشركة توضح لكل من يتعامل معها الأهداف التي تسعى لصناعتها وطبيعة النشاط الذي تمارسه، واحتياجات العملاء التي تطمح إلى أشباعها، والقيم والمباديء التي تحكم تصرفاتها أثناء سعيها لتحقيق منجزاتها. هي تحدد طبيعة الأنشطة والبرامج التي ستقوم بها من أجل الوصول للقمة التي تحلق نحوها وهي من يبين الخصائص الفريدة في المنظمة والتي تميزها عن غيرها من المنظمات المماثلة لها.
لا شك أن الأزمة المالية العالمية سيكون لها تأثيراتها المباشرة على أنشطة وايرادات منظمات الأعمال، حيث يترقب الجميع حدوث حالة من الركود قد تصل إلى حد الكساد وهو ما يعني تعرض الشركات والمؤسسات لخسائر وتراجع ملحوظ في أرباحها. ودائماً ما تفرز الأزمات فرص وتهديدات، اقتناص الفرص ومواجهة التهديدات يرتبط بشكل مباشر بالتخطيط لمواجهة الأزمة وتجنب العشوائية في الأفعال وردود الأفعال. نقطة البداية تتمثل في التهيئة النفسية للشركة ومنسوبيها للتعامل مع الأزمة. الملاحظ الآن أن هناك حديثاً يدور عن استغناء شركات عن بعض منسوبيها وهو ما يشكل ضغوط نفسية هائلة
أحياناً كثيرة نفعل أشياء اعتدنا على فعلها دون أن نحاول التوقف عندها وتأملها، من بين هذه الأشياء استخدامنا لمحركات البحث على شبكة الانترنت. معظما وبتلقائية شديدة عندما يجلس أمام شاشة الكمبيوتر ويدخل على شبكة الانترنت تتحرك أنامله بسرعة نحو موقع محرك البحث “جوجل” ليبدأ رحلته في البحث عن مواد أو معلومات أو تواصل مع آخرين. دائماً تبدأ رحلة البحث وتنتهي مع “جوجل” وكأن “جوجل” هذا يحرك العالم بأكمله وهذه بالفعل هي الحقيقة. حيث تشير الإحصائيات إلى أن عدد الصفحات التي يبحث فيها المترددون على شبكة الانترنت من خلال محرك بحث ” جوجل ” تبلغ حوالي 3 مليارات صفحة،
المنافسة، أحد المفردات الهامة في حياتنا، وسمة بدأت مع بدأ الخليقة، في الكثير من الأحيان كانت المنافسة تأخذ شكل الصراع والتناحر، وفي قليل من الأحيان تأخذ شكل المواجهة النظيفة، لقد وضع القرآن الكريم دستوراً للمنافسة عندما قرر أن المنافسة دائماً تكون في التسابق لفعل الخيرات والتقرب إلى الله عز وجل، الحكمة في هذا واضحة وجلية، فهي منافسة ترتفع بالإنسانية وتنهض بالمجتمعات، وتصل بالإنسان إلى بر الأمان. إذن المنافسة محمودة عندما تخلص النيات وتتجه القلوب والعقول إلى فعل أشياء ذات قيمة تخدم الدنيا والدين، والمنافسة مذمومة عندما ترتبط بالتعدي على حقوق الآخرين أو ممتلكاتهم. الحقيقة أن العصر الحالي شهدت تطورات عديدة أزكت روح المنافسة في جميع المجالات، المنافسة بين الناس، والمنافسة بين المؤسسات، والمنافسة بين الدول، المنافسة بين الأيدولوجيات، ولكن ما يؤسف هو أن المنافسة بدأت تطل بوجهها القبيح في هذا العالم، فكل طرف في عالم المنافسة بدلاً من أن يبذل قصارى جهده في تنمية قدراته يبذل أقصى ما في وسعه لهدم قدرات الطرف الآخر، وبدلاً من يشغل وقته في تحديد نقاط القوة والضعف لديه ولدى منافسه، تجده يشغل وقته في البحث عن ثغرة يوجه من خلالها إلى منافسه ضربة قاضية، في عالم التجارة والأعمال نرى المنافسة على أشدها، الحقيقة إن هذه المنافسة عندما تسير في اتجاهها الصحيح فإنها تقدم أعظم الأثر على المجتمع وعلى أفراده، فالمنافسة دائماً تصب في مصلحة المستهلك عندما تتسابق المؤسسات نحو التعرف على احتياجات المستهلكين ورغباتهم، وتبذل أقصى ما في وسعها في سبيل تقديم منتجات وخدمات تلبي هذه الاحتياجات، أيضاً فان المنافسة السوية تجعل المؤسسات دائماً تضع قدرات المستهلك في اعتبارها ومن ثم تكون حريصة أشد الحرص على تقديم ما يتناسب مع قدراته وامكاناته. ومع استمرار المنافسة السوية تستمر المؤسسات في البحث الدءوب عن أفكار لمنتجات وخدمات جديدة تشبع احتياجات متجددة لعملائها، أيضاً المنافسة السوية دائماً تجعل المؤسسة دائماً متحفزة للإنصات إلى صوت عملائها والتعرف على مشكلاتهم ومقترحاتهم. ليس هذا فقط بل أن المنافسة السوية تجعل المؤسسات تسابق نحو تقديم الدعم المادي للمشروعات الخيرية والاجتماعية التي تخدم الناس والمجتمع. المنافسة التي تحقق هذه المعاني تحدث بلا شك تطور ملحوظ في المستوى المعيشي للمجتمع، وتخلق حالة من الرواج تنعكس بشكل مباشر على اقتصاد الدولة وقدرتها على اختراق الأسواق الدولية. على النقيض من ذلك فان المنافسة عندما تسير في الاتجاه غير المرغوب تفقد المؤسسات والمجتمعات القدرة على التطوير، فالتقليد والاحتكار، والسعي لترويج الشائعات التي تشكك في جودة منتجات وخدمات المنافسين، وحروب الأسعار، وسحب المنتجات من السوق سعياً لمضاعفة أسعارها، والغش في المواصفات والمواد المستخدمة في صناعة المنتجات، التغرير بالمستهلك وإمداده بمعلومات مزيفة، كل هذه الممارسات تسبب أضرار جسيمة لجميع الأطراف، المنافسة يجب ان تكون دائماً منهجاً للبناء وليس معولاً للهدم.
عاد الأب متأخراً من عمله كالعادة وقد أصابه الإرهاق والتعب. وجد ابنه الصغير ينتظره عند الباب؛
الابن: هل لي أن أطرح عليك سؤالاً يا أبي؟
الأب: طبعاً تفضل
الابن: كم تكسب من المال في الساعة؟
بالطبع كلنا يعرف أن السيدة خديجة الزوجة الأولى لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام كانت تملك تجارة كبيرة تجوب أنحاء الشام واليمن، وأنها ولت رسول الله ليقوم بشئون هذه التجارة بعدما لمست فيه الأمانة والصدق. بالفعل كانت خديجة سيدة أعمال ومن الطراز الأول، لأنها كانت تدير تجارتها بطريقة هيئت لها النجاح في هذا المجال. إذن تجربة دخول المرأة عالم الأعمال ليست جديدة. ولكن الجديد هو تغير بيئة العمل، وتميزها بسمات خاصة، هذه السمات أتاحت فرص أمام المرأة في عصرنا الحالي لاقتحام هذا المجال والنجاح فيه.
أعرف أنني عندما اطرح هذا السؤال سأتسبب عن دون قصد في تقليب المواجع لدى الكثيرون، بل أنني أكاد أسمع تنهيدة القارئ عندما يسقط بصره على هذا العنوان، إن الأمر لا يحتاج إلى إجراء الدراسات والأبحاث الأكاديمية والميدانية للتعرف على عدد من يشعرون بالسعادة والتعاسة في عملهم، ولكن يكفي فقط التطلع في وجوه الناس وهم يتجهون بتثاقل إلى أعمالهم كل صباح، أو وهم يهرولون إلى منازلهم في المساء، أومشاهدتهم في مكاتبهم وهم يترقبون عقارب الساعة ويلعنون الوقت الذي يسير مثل السلحفاة، أو ملاحظتهم وهم يتحدثون بكل ضيق وملل مع عملائهم وزملائهم,